رسالة شديدة الخصوصية في الحب

عماد حمزة*

 

إلى صديق

رسالة شديدة الخصوصية في الحب

لا عليك يا صديقي من قصة حب تنتهي!

فهذه هي قصص الحب دائما

صدِّقني

ستحب من جديد،مرة بعد مرة،و في كل مرة،إذ تنتهي قصة حبِّك،ستحسب،شأنك الآن،أن السموات اطبقت على الأرض،و لن يكون هذا الأمر صحيحا،إلا في جَواك.

و هذا من جوهر الحب المراهق_صفة للحب،لا للمحب_

و اصله و فصله،و مبتداه و مداه.

تأمل في مسرح حبك،و كن ممتنا للنعم التي حظيت بها عبره..هنا التقيتَها..هنا لمستَ يدها..لها احببتَ ألوانا اشتهتْها..هنا سرقتَ قبلة..هنا غنيتَ لها..هنا استدنتَ بعض ليرات لتشتري لها المثلجات أو كوبا من الكاكاو الساخن..هنا تفتَّحتْ ضلوعك زهورا لمرآها..هنا جعلك وجهُها ترى نفسَك رجلا يستطيع أن يطوي العالم،و يُرجِع الشمسَ من مغربها…

هنا و هنا و هنا،دون أن يكون هناك أبدا،و لا هنالك ايضا،لأنها نِعَمٌ تقيم في حواسك و خلاياك و حبَّةِ قلبِك.

هذه نِعمٌ لا يستطيع أحد أن يحصيها 

اسعدْ بهذه النِّعم التي مدَّت لك جادةً وراء جادة إلى ما وراء العالم المرئي.

هذه النِّعم صنيعة قصة حب تنتهي..

أوَ تظن أن حبَّاً مستمرَّاً يستطيع أن يفعل ذلك؟

لا تظن ذلك البتة يا صاحبي.

بعثر،ما استطعت،في ثنايا روحك لتجد ما تركَتْ فيه حبيبةٌ ماضية من جمال و دلال.

دعها تمضي

شيِّعها بحبٍّ مقيمٍ أخضر لا يذوي،على أن لا يخنقك،و لا يعميك عن حبٍّ جديد قادم لا محالة.

محبتي 

*روائي واكاديمي لبناني

Leave A Reply